من المعاملات المالية الجائزة -الصرف، المرابحة، البيع بالتقسيط
مفهوم المعاملات المالية في الإسلام
المعاملات المالية هي: الأحكام والأفعال المتعلقة بتصرفات الناس في شؤونهم المالية.
بيع الصرف
تعريف:
لغة : الزيادة.
اصطلاحا : بيع الذهب بالذهب أو الفضة بالفضة أو بيع النقود بعضها ببعض .
أمثلته:
بيع خاتم من ذهب يزن 10 غ بسلسلة من ذهب تزن 10غ في نفس المجلس .
مبادلة 500 غ من الفضة بـ 20 غ من الذهب حالا د.
مبادلة الدينار الجزائري بالأورو في نفس المجلس.
حكمه ودليله:
اتفق الفقهاء على جوازه إذا توفرت شروطه ، والدليل على جوازه قوله : « لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا سواء بسواء والفضة بالفضة إلا سواء بسواء، وبيعوا الذهب بالفضة والفضة بالذهب كيف شئتم » [ رواه البخاري ]
الحكمة من تشريعه
تيسير التعاون بين الناس، ورفع الحرج والمشقة عنهم.
تبادل المنافع بتغيير العملات، وتسهيل المبادلات التجارية.
شروطه
التقابض في مجلس العقد، سواء اتحد الجنسان أم اختلفا، تجنبا لربا النسيئة التماثل والتقابض إذا اتحد الجنسان.
حكم العملات المتداولة حاليا
العملات المعاصرة والأوراق النقدية أجناس مختلفة فالدينار الجزائري جنس، والأورو جنس، والريال جنس.
- للأوراق النقدية المعاصرة نفس أحكام النقدين (الذهب والفضة)، فعند اتحاد الجنس يشترط التساوي والتسليم الفوري وعند اختلاف الجنس فيشترط التسليم الفوري فقط.
بيع التقسيط
تعريف:
لغة : من القسط، وهو القسمة والجزء.
اصطلاحا : عقد على مبيع حالا، بثمن مؤجل، يؤدى مفرقا على أجزاء معلومة ، في أوقات معلومة مثاله : شراء تلفاز ثمنه حالا 30000 دينارا بـ 40000 دينار بالتقسيط لمدة خمسة أشهر.
حکمه و دلیله:
بيع التقسيط من البيوع الجائزة شرعا ، والدليل عليه ما ثبت عن عائشة رضي الله عنها «أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اشْتَرَى طَعَامًا مِن يَهُودِيٍّ إلى أجَلٍ، ورَهَنَهُ دِرْعًا مِن حَدِيدٍ.»
[ رواه البخاري ومسلم ]
الحكمة من تشريعه:
تحقيق المنفعة للناس ورفع الحرج عنهم.
التيسير على الناس في معاملاتهم . التشجيع على الاستثمار، ونمو الاقتصاد.
شروطه
أن لا يكون بيع التقسيط ذريعة إلى الربا .
أن يكون البائع مالكا للسلعة .
أن تكون السلعة المبيعة مسلمة حالا لا مؤجلة.
أن يكون الأجل والثمن معلومين .
أن يكون الثمن والسلعة مما لا يجري بينهما ربا النسيئة.
أن يكون الثمن دينا لا عينا.
بيع المرابحة
تعريفه
لغة: من الربح وهو النماء والزيادة .
اصطلاحا: هو بيع ما اشتري بثمنه وربح معلوم.
أمثلته : كأن يقول البائع اشتريت هذه السلعة بـ 100 دينار وتربحني 10 دنانير، أو تقول بعتك السيارة بزيادة 5 % على ثمنها.
حكمه ودليله
المرابحة جائزة شرعا والدليل على ذلك ما ثبت
في الأثر عن عثمان بن عفان الله أنه كان يشتري العير ، فيقول : « مَنْ يُريحني عُثْلَهَا ، مَنْ يَضَعُ فِي يَدِي دِينَارًا » .
الحكمة من تشريعه
سد حاجة الناس ورفع الحرج والضيق عنهم.
تعد بابا من أبواب الاستثمار والتمويل الإسلامي .
أهم شروطه
- أن يكون العقد الأول صحيحا.
- أن يكون الثمن الأول معلوما للمشتري الثاني.
- أن يكون الربح معلوما.
- أن لا يكون الثمن في العقد الأول مقابلا بجنسه من الأموال الربوية.
الحكمة العامة من تشريع هذه المعاملات
- سد حاجة الناس ورفع الحرج والضيق عنهم.
- تعد بابا من أبواب الاستثمار والتمويل الإسلامي.
- تيسير التعامل بين الناس، ورفع الحرج عنهم.
- تبادل المنافع بتغيير العملات، وتسهيل المبادلات التجارية.
- وسيلة لتنمية الأموال.
- التشجيع على الاستثمار، ونمو الاقتصاد.
الحرية الشخصية ومدى ارتباطها بحقوق الآخرين
التعريف بالصحابي راوي الحديث
هو النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري له ، أول مولود للأنصار بعد الهجرة بأربعة أشهر ، كان شاعرا وخطيبا ، روى 114 حديثا ، توفي سنة 64 هـ بحمص.
الإيضاح والتحليل
مفهوم الحرية الشخصية
قدرة الفرد على اتخاذ قراراته وتحديد خياراته بنفسه دون التعرض للإجبار أو الضغط من أي جهة خارجية .
ضوابط الحرية الشخصية
- أن لا تخالف نصا شرعيا.
- أن لا تلحق ضررا بالآخرين.
- أن ترتبط بالمسؤولية .
مسؤولية تغيير المنكر
تغيير المنكر واجب ومسؤولية الجميع وهو سبيل النجاة ، وطريق صلاح المجتمع ، والتهاون فيه يسبب انهيار الأمم والحضارات ، لذا وجب العمل به ، وإلا هلك العاصي بمعصيته ، والساكت بالرضا عنها مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأخُدُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعْمَهُمُ اللَّهُ بِعِقَابِ) [ رواه أحمد ]
مراتب تغيير المنكر
عن أبي سعيد الخدري له قال : سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم .
فمراتب تغيير المنكر ثلاث هي :
تغيير المنكر باليد:
بإقامة الحدود ، ومعاقبة فاعله ، وإزالة المنكر ، وهذا خاص بالحكام مع المحكومين ، والأولياء مع أولادهم.
تغيير المنكر باللسان:
من خلال النصح والإرشاد والتوجيه وبيان خطورة هذا المنكر ، وهو خاص بأهل العلم والدعوة .
التغيير بالقلب:
ويكون بعدم الرضا بالمنكر، والتحول عنه ومقته، والاشمئزاز منه، و هذه المرتبة فرض عين على كل مسلم.
من شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
- أن يكون متفقا عليه على أنه منكر غير مختلف فيه.
- أن يكون ظاهرا وليس عن طريق التجسس والبحث.
- أن لا يؤدي إلى منكر أشد منه.
- أن يكون الأمر أهلا لذلك وقدوة.
من أحكام الأسرة في الإسلام النسب، التبني، والكفالة.
النسب
تعريف النسب
لغة : القرابة والالتحاق.
اصطلاحا : إلحاق الولد ذكرا كان أم أنثى بوالده.
أهمية النسب
- الحفاظ على مقصد ضروري وهو النسل.
- يحمي الأسرة من اختلاط غير المحارم.
- فيه إقرار النظام العائلة.
سبب النسب
الزواج : الذي حصل عن طريق عقد شرعي مستوفى الأركان والشروط ، لقوله ﷺ : « الوَلَدُ الْفَرَاشِ وَالْعَاهِرِ الحَجَرَ »[رواه الشيخان ]
طرق إثبات النسب
الإقرار: هو اعتراف الرجل ببنوة ولده أو ابنته.
البينة الشرعية
وهي أن يشهد رجلان أو رجل وامرأتان
على أن هذا الولد ابن فلان.
والبيئة الشرعية تتضمن: وثيقة عقد الزواج، الشهود، والبصمة الوراثية عند النزاع.
ملاحظة:
البصمة الوراثية: و هي البنية الجينية التي تدل على هوية كل فرد بعينه، والبصمة الوراثية تندرج ضمن المصلحة المرسلة.
حقوق الطفل مجهول النسب
التعريف بمجهول النسب : هو من لا يعرف والده .
حقوق مجهول النسب
- حق اتخاذ الاسم والهوية.
- حق الحضانة والرعاية والكفالة والنفقة.
- حق الموالاة والأخوة.
- عدم التعرض لهم وإيذائهم والإساءة إليهم.
- استحباب الوصية لهم (في حدود الثلث).
التبني
تعريف التبني
لغة : ادعاء البنوة ، أي: اتخاذ صبي الغير ابنا. اصطلاحا : أن يتخذ الإنسان ولد غيره ابنا له فيجعله كالابن المولود له من النسب الصحيح .
حكم النسب ودليله
حرم الإسلام التبني وأبطل نسبة الأبناء لغير آبائهم . والدليل على تحريمه ما يلي :
من القرآن الكريم:
قال الله تعالى 《مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ۚ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ ۚ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ ۖ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4)ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (5) 》(سورة الأحزاب)
قال الله تعالى: 《مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)》 (سورة الأحزاب)
من السنة: قال الرسول صلى الله عليه وسلم 《مَنْ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ فَالْجَنَّهُ عَلَيْهِ حَرَامٌ》[رواه البخاري]
الحكمة من تحريمه
- الحفاظ على عدم اختلاط الأنساب.
- الحفاظ على الأعراض داخل الأسرة.
- ضمان حقوق أفراد الأسرة في الميراث.
- إقرار الحق والعدل، والبعد عن التزوير وتغطية الحقائق.
الكفالة
تعريف الكفالة
لغة: الضم والالتزام .
اصطلاحا: الالتزام بالقيام على شؤون المكفول له وتربيته ورعايته.
حكم الكفالة ودليلها
الكفالة مشروعة ومستحبة في الإسلام، والدليل على مشروعيتها :
من القرآن: قال تعالى: 《فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)》 [آل عمران]
من السنة : قول النبي ﷺ : « أَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ فِي الجَنَّة كَهَاتَينِ » ( وَأَشَارَ بِالسبابة والوسطى وفرج بينهما شَيئًا )
[ رواه أحمد ]
الحكمة من تشريع الكفالة
- زرع المودة وروح التكافل داخل المجتمع.
- حماية المجتمع وطهارته من الآفات الاجتماعية.
- حماية اليتيم من الهلاك، والقيام بشؤونه حتى يستقيل بنفسه.
- نشأة المكفول في جو أسري يضمن له التربة الحسنة.
ملاحظة: لرفع الحرج وحل مشكلة المحرم بالنسبة للولد المكفول به عند بلوغه، يمكن للأم التي كفلته إرضاعه فيصير من المحارم بالرضاعة.
العلاقات الاجتماعية بين المسلمين وغيرهم
نظرة الإسلام إلى اختلاف الدين
لقد زود الإسلام المسلم بمبادئ ومفاهيم تعينه على حسن المعاملة مع غير المسلمين وهي:
- اعتقاد المسلم أن اختلاف الناس في الدين واقع بمشيئة الله.
- المسلم مكلف بدعوة الناس لا محاسبتهم على إيمانهم أو كفرهم.
- المسلم مأمور بالعدل، وحسن الخلق مع كل الناس.
- اعتقاد المسلم بكرامة كل إنسان مهما كان دينه وجنسه.
أسس علاقة المسلمين بغيرهم
التعارف والتواصل
هو الغاية التي من أجلها خلق الناس مختلفين وقد يكون سببا في الاطلاع على حقيقة الإسلام وتعاليمه، وأخلاقه السمحة فيكون سببا في اعتناق الغير للإسلام.
قال تعالى : 《يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)》[ الحجرات]
التعايش السلمي
الإسلام دين العدل والسلام ، أوجب القسط و حسن المعاملة مع غير المسلمين ما لم تظهر منهم عداوة .
قال الله تعالى:《لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)》(الممتحنة)
التعاون
وهذا فيما فيه المصلحة المشتركة والخير والمنفعة العامة. قال الله تعالى : 《وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)》[ المائدة ]
واجبات غير المسلمين في بلد الإسلام
- مراعاة شعور المسلمين ومقدساتهم.
- ترك قتال المسلمين والتآمر عليهم.
- احترام نظم وقوانين الدولة الإسلامية.
حقوق غير المسلمين في بلد الإسلام
حق الحماية
أي حمايتهم من كل عدوان خارجي ، أو ظلم داخلي على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم . قال له : <مَنْ قَتَلَ مُعَاهِدًا لَمْ يُرِح رائحة الجنة>[ رواه البخاري ]
عدم الإكراه في الدين
حيث لهم حق التدين وممارسة شعائرهم الدينية دون الترويج لعقائدهم ، ودعوة الناس إليها .
قال الله تعالى : 《لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)》 (البقرة)
حق العمل والتأمين
فلهم حق العمل والكسب الحلال، وعلى الدولة أن توفر لهم ظروف الحياة الملائمة عند العجر والفقر.
لقوله صلى الله عليه وسلم: « كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلّ رَاعٍ مَسْئُولٌ عَنْ رَعيته » [متفق عليه].
خطبة الرسول في حجة الوداع
مناسبة الخطبة وظروفها
هذه الخطبة ألقاها الرسول في حجة الوداع في التاسع من ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة فوق جبل الرحمة على صعيد عرفة ، وفي ذلك اليوم نزل قوله تعالى : 《الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (3)》[ المائدة]
قيمة الخطبة
القيمة التشريعية: بينت الخطبة الأصول العامة للتشريع الإسلامي وأعلنت كمال الدين وتمام النعمة بالإسلام.
القيمة الحضارية: ففي الخطبة بيان على سبق الإسلام إلى الإعلان عن حقوق الإنسان، وذلك بضمان حق الإنسان في الحياة حتى قبل ولادته، وغيرها من الحقوق الأخرى، وهو ما لم تصل إليه القوانين الوضعية إلا في القرن الماضي.
المحاور الكبرى التي تضمنتها الخطبة
حق الحياة : فقد حرم الإسلام الاعتداء على النفس بالقتل وما دونه وبأي صورة كانت . قال تعالى : : 《يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29)》[النساء]
وقال أيضا : 《وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا (33)》[ الأنعام]
حق التملك: فللإنسان الحق في تملك وحيازة ما يرغب من مال أو عقار ونحو ذلك ، ويحرم أن يؤخذ منه بغير حق . لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: <لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيبة من نفس>
وقال أيضا: « كُلُّ المُسلِمِ عَلَى المُسلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعَرْضُهُ » [رواه مسلم]
الحق في الأمن: وهو توفير الحماية للأفراد في أنفسهم وأعراضهم وممتلكاتهم ، قال: <لا يحِلُّ لمسلمٍ أن يُروِّعَ مسلمًا> [ رواه أبو داود ]
الحقوق الأسرية: فللزوج على زوجته حق الطاعة في المعروف والقوامة، وحسن العشرة، وحفظ العرض، ولها عليه حق النفقة، والكسوة والمعاشرة بالمعروف.
قال تعالى: <يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19)>[النساء]
وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بهن خيرا حيث قال : « وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّهُنَّ عِندَكُمْ عَوَانٌ »
الحق في المساواة والعدالة: فالإسلام دين قائم على العدل والمساواة بين جميع أفراد المجتمع، ولا فرق بينهم إلا بالتقوى، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: <وَلَيْسَ لِعَرَبِي فَضْلُ عَلَى عَجَمِي إِلَّا بِالتَّقْوَى>.
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق